القاهرة (رويترز) يعرف المصريون يوم الاحد من هو رئيسهم القادم في اول فرصة اتيحت لهم لاختياره بأنفسهم وهو رئيس اما سيكون عسكريا آخر أو اسلاميا من جماعة الاخوان المسلمين الخصم القديم للجيش.
وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية يوم السبت إنها ستعلن النتيجة الأحد.
وأضافت اللجنة في بيان إن النتيجة ستعلن في مؤتمر صحفي الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت جرينتش).
ويحتشد انصار جماعة الاخوان المسلمين وقد نفد صبرهم في ميدان التحرير بقلب القاهرة ليل نهار بدعوة من قادتهم منذ منتصف الاسبوع الماضي للضغط على الحكام العسكريين لالغاء اجراءات يقولون انها اتخذت لتقييد سلطات مرشح الجماعة محمد مرسي الذي يعتقدون انه فاز في الانتخابات التي جرت في مطلع الاسبوع الماضي.
وتواجد مئات في الميدان صباح يوم السبت وهم يرددون هتافات مؤيدة لمرسي ويقولون "مرسي .. مرسي .. الله أكبر" .
وينبيء هذا المناخ الاحتفالي بما قد يكون أكبر تحول في الأحداث بالشرق الأوسط على مدى عقود .. وهو تولي رئيس اسلامي قيادة أكبر دولة عربية.
وأثار التأخير في اعلان النتيجة -بسبب النظر في الطعون حسب قول المسؤولين- قلق الاخوان المسلمين من ان ما يعرف "بالدولة العميقة" بقيادة العسكريين والتي ظلت باقية بعد الاطاحة بحسني مبارك العام الماضي تحاول سرقة فوزهم مثلما اعتادت أن تفعل في السابق.
وقال حسن عيسى (43 عاما) وهو محاسب من شمال القاهرة يتظاهر في الميدان "نريد من المجلس العسكري ان يعلن النتائج الحقيقية دون تزوير". واتهم الجيش بالتراجع عن تعهداته بتسليم السلطة عندما حل البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون عشية جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية ثم اخذ لنفسه السلطات التشريعية باعلان دستوري مكمل.
وقال عيسى "ليس لهم الحق في ذلك." وأضاف "يجب الا يكون المصريون تحت أي وصاية بعد الثورة."
وسوف يخلق فوز مرسي وضعا جديدا مثيرا على الساحة السياسية في مصر. فإذا كان فوزه سيسعد أنصار الحكم الديني فإن أخرين من بينهم كثيرون كافحوا في ميدان التحرير لانهاء الدكتاتورية سيساورهم القلق من آثار ذلك على الاقليات والمرأة والقيم العلمانية وتعاملات مصر مع الغرب.
وأثار العنف من جانب اسلاميين متشددين في تونس التي ألهمت ثورتها المصريين قلق كثيرين من الليبراليين في مصر.
وأعلنت جماعات ليبرالية ويسارية يوم السبت تشكيل "جبهة مدنية" بديلة ودعت الى احترام أحكام القضاء.
وقال أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الاحرار ان الذين يهاجمون المجلس العسكري تحالفوا معه عندما كانت مصالحهم تتفق مع سياساته.
وأبلغت شخصيات رفيعة في المجلس الاعلى للقوات المسلحة وفي جماعة الاخوان المسلمين رويترز انها تجري محادثات سرية طوال الأسبوع بشأن الترتيبات السياسية لكن الجيش أوضح انه لن يتراجع بشأن ما وصفه منتقدون "انقلاب ناعم" يستهدف تأخير تسليم السلطة الى الحكم المدني بشكل كامل.
ولن يلغي المجلس العسكري قرار حل البرلمان الذي هيمن عليه الاسلاميون ولا المرسوم الذي احتفظ بموجبه بالسلطات التشريعية للمجلس وتقييد سلطة الرئيس.
وفي مواجهة خيار واحد إما بقبول أو رفض ما هو معروض عليها قد تتوصل جماعة الاخوان المسلمين الى حل وسط تسحب بموجبه المحتجين من الشوارع. وجعلت سنوات من الصراع الجماعة تنظيما يتوخى الحذر كما أنها تعاونت مع المجلس على مدى 16 شهرا منذ سقوط مبارك.
وقال مسؤولون عسكريون وآخرون في اللجنة الانتخابية لرويترز طوال الأسبوع الماضي وحتى يوم الجمعة ان مرشح الاخوان المسلمين يتقدم على الفريق أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك بفارق ضئيل وإن كان واضحا. لكن لا يوجد شيء مؤكد.
وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة الشروق اليومية "إعلان مرسي رئيسا للجمهورية اليوم .. (إلا إذا)"
وكان مرسي قد وعد مثل شفيق بتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة اشكال الطيف السياسي. وشعر كثيرون ممن شاركوا في الانتفاضة بالاحباط بعد خروج المرشحين الوسطيين الذين لا ينتمون لا إلى جماعة الاخوان ولا الجيش في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
وبينما أيد البعض شفيق على مضض للحيلولة دون إقامة نظام حكم ديني أيد آخرون بفتور مرسي لمنع ما يرونه عودة للنظام القديم. ومن بين هؤلاء المحامي عاطف ريحان الذي قال انه ليس من أنصار مرسي لكنه صوت له "مكرها". وأضاف ريحان الذي كان يشارك في احتجاجات ميدان التحرير يوم السبت انه جاء للتحرير لدعم مطالبهم.
ومرسي (60 عاما) مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة لكنه لا يحظى بشهرة واسعة بين المصريين بل ان بعضهم يسخر منه بوصفه "الاطار البديل" الذي قدمته جماعة الاخوان بعد استبعاد خيرت الشاطر الاكثر شهرة من السباق.
وتحفظ ذاكرة الطرفين الأحداث الدموية التي شهدتها الجزائر عندما ألغى الحكام العسكريون في التسعينيات انتخابات تقدم فيها الاسلاميون ويرغبان فيما يبدو في تجديد التعاون المؤقت بينهما عقب الإطاحة بمبارك والتراجع عن اي صدام صريح.
وكان تمرد اسلامي في مصر خلال التسعينيات تسبب في سقوط مئات القتلى الامر الذي يجعل
0 التعليقات:
إرسال تعليق